
أولياءَ الأمورِ الكرامَ، مُعلمِينَا ومُعلماتِنَا الأفاضلَ، طُلابَنا وطَالباتِنا الأعزاءَ، السَّلامُ عَليكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبرَكَاتُه ….
كُلَّ عَامٍ أَنتُمْ بِخيرٍ، وبِصحةٍ، وفِي سَعادةٍ وأَمنٍ لِنبدأْ هَذَا العامَ بِكلِمَاتٍ مُوجزةٍ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ -عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ- فِيمَا يَرْويه عَنْ رَبِّه، أَنَّهُ قَالَ: مَا ذُكِرَ فِي الحَدِيثِ القُدْسِي هُوَ قَاعِدةٌ للعِلاقةِ بَيْنَ الرَّبِّ -عزَّ و جلَّ- وعبدِهِ، وَهُناكَ عِلاقةٌ مُشابةٌ -وَلكنّهَا أَقلُّ مَنْزلةً-لعلاقاتِنا فِي الدُّنيا- نَحْنُ البَشرَ- فكُلُّ مَا يحدثُ مِنْ حوْلنا هُوَ عِبارةٌ عَنْ فِعلٍ، وردَّةِ فعلٍ مُسَاويةٍ لَهَا، أَيّ كُلُمُا قُمْنَا بِفِعْلٍ يأْتِينا ردٌ أَوْ نَاتِجٌ مُساوٍ لما بَذلْناه، أوْ كَمَا يُقَالُ عادةً: “الدُّنيا أَخْذٌ وَعَطاءٌ، وَهَذا يَنْطبِقُ عَلَى جَمِيعِ أمُورِنا، فلنأخذْ مِثالًا عَلَى ذَلكَ -وبِمَا أنَّنا فِي مَدْرسةٍ فَلْنجعلْ مِثالَنا فِيهَا ومنْهَا- فِي المَدْرَسةِ يُقَدِمُ المُعَلِّمُ وَالمُعَلِّمةُ عِلمًا وتربيةً فِي أَثْناءَ الدَّرْسِ، وَهَذا (فِعْلٌ)؛ فَيَتفاعَلُ الطُّلابُ وَالطَّالِباتُ كلٌّ طالبٍ وَطَالبةٍ حَسب رَغبتِهِ وقدْرَتِهِ، وَهَذا (رَدةُ فِعْلٍ) فيُقدمُ المُعلِّمُ وَالمُعلِّمةُ لِكُلِّ طالبٍ، وَطالبةٍ رَدَّ فِعلٍ مُسَاويًا لِردةِ فِعْلِهِ فِي أَثْنَاءِ الدَّرْسِ، ومُخْتلفًا عَمّا يُقَدمُهُ للطّالبِ الآخر، رَدةُ فعلِهِ هذه تُفسرُ لَنا اِخْتلافَ نَوعِ التَّعلمِ، وَكمِّهِ منْ صَفٍ لآخرَ، واِخْتلافَ سَيرِ الحِصةِ الدراسيةِ، وَسَلاسَتِها مِنْ صَفٍ لآخرَ، و هَـذا مَا يُفسِرُ -أَيضًا- اِخْتلافَ رَأي الطُّلابِ والطَّالباتِ فِيما اِكْتسَبُوه مِنَ الحِصةِ الدِّراسيةِ فِي الصَّفِ نَفسِه، وَالدَّرجَاتِ المُخْتلفةَ مِنَ الشُّعورِ بالحُبِ والاِحْترامِ والثِّقةِ الَّتِي نَحْظى بِها مِنْ قِبلِ نَفْسِ الشَّخْصِ. إذًَا طَرِيقةُ وَمِقدارُ اِحترامِنِا مِنْ قِبلِ الآخرينَ هُوَ مَهمْتُنَا، مِقْدارُ تعْليمِنَا ونَوعُه هُوَ قَرَارُنَا، نَوْعُ حُبِّكَ وَتَقْدِيرُكَ لِذَاتِكَ هُوَ -أَيضًا- قَرَارُكَ، هَلْ أحِبُّ ذَاتي حُبًّا سَطْحِيًا فَأعطيَهَا تَوافِهَ وقُشورًا ماديةً؟! أَمْ أُحبُّ ذاتِي حُبًّا قَدِيرًا؛ فَأعطيَهَا مَا يضْمَنُ لهَا الحَياةَ الكَرِيمةَ فِي الأُولَى وَالآخِرةِ؟ كُلُّ مِنَّا مَسْؤولٌ عَنْ ذَاتِهِ، وَحاضِرِهِ، وَمُسْتقبلِهِ، وتعليمِهِ، وَسُلوكِهِ، وَعِلاقاتِهِ، ….. نَحْنُ نُحَددُ كَثِيرًا مِنَ النَّواتِجِ قَبلَ أنْ تَحْدُثَ. وَنَحْنُ مَسْؤولونَ عَنْ عَديدِ مَنْ رُدُودِ الأفَعْالِ الَّتِي تَحْدثُ لَنا فِي عَالمِنا هَذَا، إِذَنْ فَلنخترِ الأَفْضَلَ وَالأَحْسَنَ مِنه. تَمنياتِي: عَامٌ حَافِلٌ وَزاخرٌ بِالأَفْعاَلِ الَّتِي تَجْلِبُ رُدُودَ أَفَعالٍ مُثْمِرةً … |
|