البيئة الصفية

ينتقل الطفل بين قاعات محدودة جدا؛ فالقاعة مجهزة للحلقات التعليمية، والعمل الجماعي، وتحتوي على كل ما يعين المعلم والطفل لنقل مفاهيم، ومهارات، وأساسيات العلوم الدراسية الأكاديمية، كالقرآن، واللغة العربية، والرياضيات .

والقاعات مجهزة للعمل الفردي، والعمل الثنائي والعمل في مجموعات مصغرة، وهي تحتوي على كل ما يعين الطفل والمعلم على اكتساب معارف، ومهارات في مجالات متعددة في بيئة مقسمة لأركان مختلفة. كل ركن بمثابة مصدر تعلم متخصص في تنمية معارف ومهارات محددة. وهي كالتالي:

الركن الإدراكي: الذي يعين الطفل على حل المشكلات، ووضع الخطط، وهو أيضا المكان الذي يطور فيه الطفل عملياته العقلية مثل عملية التطابق، والتسلسل، والتصنيف في مستويات مختلفة من الصعوبة.

الركن الفني: وهو الركن الذي يتعلم فيه الطفل الخط، واللون، والتخيل، والإبداع، ويتعلم فيه تأثير المواد بعضها في بعض.

ركن التعايش الاجتماعي: وهو الركن الذي يتعلم فيه الطفل الأدوار الاجتماعية، والقوانين التي يتعايش بها البشر، والجُمل والكلمات المقبولة اجتماعيًا التي يمكن استخدامها مع من حولنا. كما أن هذا الركن يسمح للطفل بتخيل ذاته في جميع الأدوار الموجودة في المجتمع.

ركن الإكتشاف: وهو الركن الذي يلبي رغبة الطفل في تعرف الأدوات، والمواد، والظواهر الطبيعية من حوله.

ركن المكعبات (البناء و الهدم): اللعب بالمكعبات يدعم نمو الطفل من جميع النواحي. فهو يساعد على التفكير المنطقي من خلال تعرُّف الأحجام، والأشكال، والأرقام. كما تساعد في نمو العضلات الصغرى، والكبرى للطفل. وعندما يبني الطفل يستعمل يديه في رفع المكعبات ونقلها. وفي أثناء اللعب يتحدث، ويتناقش مع الأطفال الآخرين؛ فتنمو مهاراته اللغوية، والاجتماعية.

ركن المكتبة (القراءة): وهو يشجع الطفل على الرغبة في تعلم القراءة، وتدريب مهارات الاستعداد للقراءة التي يحتاجها الطفل ليصبح قارئا ناجحا، كما يتعلم الطفل أنّ الكلام، والصورة وسيلة للتواصل العقلي واللفظي، وينتمي إلى الكتاب؛ لأنه مصدر للمعلومات، ويتعلم فن الإصغاء للمعلم، أو جهاز التسجيل.

وهناك أركان تعليمية أكاديمية، كَرُكن الرياضيات، وركن اللغة العربية، واللغة الإنجليزية. وتلك الأركان تعطي للطفل الفرصة لاكتساب أساسيات المواد الأكاديمية، حسب زمن التعلم الخاص بكل طفل بشكل فردي، وتعده للانتقال لمرحلة التعلم الابتدائي الأساس.
جميع الأركان السابقة هي أركان متغيرة متسلسلة، بمعنى أن المعلمين يغيرون محتوايتها بما يتناسب مع المهارات المكتسبة خلال العام، و متسلسلة، أي: أنها تبدأ بالمستوى الأقل وتتدرج أدواتها، ومحتوياتها في الصعوبة، بما يتناسب -أيضا- وقدرات وخصائص الأطفال العمرية.